اســـــ الاحلام ـــــير اداري من الاخر
عدد الرسائل : 61 توقيع المنتدى : تاريخ التسجيل : 02/05/2008
| موضوع: سـ أرتب لرحيلي رغماً عنك ..؟!! السبت مايو 03, 2008 2:45 am | |
| لم أكره الموت يوماً .. لكني لم أحبذ أن ألتقي به
لم أتمنى لأطياف ظلام الموت أن تتهياً بظلالها أمام عيني
لم أتمنى للموت أن ...
لكن ذلك كان سابقاً ..
أما الآن كل أمنيات الموت تتجه نحوي
هل يا ترى هي جدوى أستئناف للبقاء الآن ..
أم هي صراع بين الموت لأجل لقائها أم البقاء في
الحياة لأجل أكمال مسيرها ..
في جميع حالات الأحتضار روحي تستدعي تراتيل العزاء لتخفف من
وطأة ألم الأحتضار ..
لكن لأول مرة سـ أقف أمام لعنة أختلافات الأقدار
سـ أقف وأقول لها يكفي .. يكفي لعنات .. يكفي قيود
أنا الآن أطالب من محكمة الأقدار بـ إعدام الموت
أو على الأقل بالتمهل قليلاً , علي ألملم شتات روحي
علي ألملم بقايا أشلائي المتناثرة هنا وهناك
علي ألقاه بلا ضعف
علي ألملم أوراق حياتي التي سـ أخذها معي
علي أرتب رحيلي كما كنت أتمنى ..
لا .. لحظة
سـ أتبع نبضات قلبي هذه المره ماعاد هناك وقت لأتبع
تمتمات عقلي المشتت
لحظة يا نبضات عقلي الغبية
فـ أنا من تقرر لا أنتِ
أنا من ستحكم بشأن قضية إعدام الموت
أنا من ستأخذ أوراق الحياة وأنا من ستحدد كيف لي أن ألقى طيور الموت
لكن ..
أتساءل متى يا ترى سيحين موعد رحيلي ..
متى سيتوقف عدي لنجوم السماء وعلى أي عدد ..
متى أيها الموت ستأتي لتقبض روحي وتوقف نبضات قلبي
حتماً سـ أغفو تحت ظلالك ..
لكن متى وكيف وأين ..؟!!
بالأمس أنا أخافك وأموت رعباً عند ذكرك
أما اليوم أنا أرتب لمجيئك ..
أرتب كيف لي أن أسند رأسي وأرتاح من
التفكير بهجومك الذي آرقني كثيراً
ماينبغي علي فعله الآن قبل أن تباغتني ..
سـ أحاول أن أجمع آهاتي وأداوي جروحي فقط
لأكون قوية غير خائفة ولا هائبة ومهزومة عند استقبال مجيئك
نعم أنت آرقتني فعلاً لكنك لن تنال مني
لن تنال مني كما كانت تنال مني أقداري
( أقداري ) .. تلك التي تلذذت بسرقة كل ما أحب وكل ماهو جميل بحياتي
سرقت أصغر أحلامي وأبسط أمنياتي وأجمل أفراحي
سرقت أعز وأغلى أحبابي ..
وها أنت اليوم تريد أن تخطفني أنا
لكن لن أدعك تخطفني قبل أن أكمل حياتي
قبل أن أضع لها نهاية ..
قبل أن أكمل حكايتي وسر تمسكي بهذه الحياة التي لم أود العيش فيها إلا
لأجلهم ولأجله ..
فثقلك الآن بات يؤلمني جداً جداً
أسمعني أيها الموت سـ أعقد معك أتفاق وعليك أن تتقيد به
هناك عند مرسى الأمل الذي مات بضمأه
سأقف لأنتظر أحدهم .. سأنتظر للقاء الأخير
فكم أنا مشتاقة لذلك اللقاء ..
كم أنا متلهفة لئن أرتمي بإحضان الحياة لأجله
علي أزيح عن قلبه همومه وأداوي جروحه
ولكنك أنت من يمنعني لفعل ذلك ..
لعلك الآن تتساءل عما أتكلم .. ومالذي أنتظره هناك
سـ أجيب , سأجيبك بسرعه وبدون خوف أو تردد
أنا أنتظر قدوم أجمل هدية أرسلها لي القدر
نعم هي هدية القدر المؤلمه لكنها الأجمل
أجمل بكثير من هدايا أقداري السابقه
والآن أرحل وأتركني وحدي
أريد أن أقابله بمفردي
أريد أن أعيش لحظات أخيرة بعيدة عن سلطاتك وتمردك وتملكك بي
لا أريد لأي مخلوق أن يشاركني لحظات اللقاء به
بل لن أسمح لا أحد أن يراه غيري
فمن سيأتي ومن أنا بإنتظاره أغلى من روحي
بل هو روحي وكل نبضاتي ..
لذلك أيها الموت اللعين أرحل ..
أنا أأمرك بالرحيل الآن ..
لن أدعك ترافقني وأنا بصحبته
لن أدعك أن ترى حتى ظل خياله
أقسم أني لن أدعك أن تباعدني عن هذا المرسى قبل أن ألتقي به وأودعه
والآن هيا أرحل ..
أرحل ولا تعد قبل أن تنتهي ساعات هذه الليله
لا تعد قبل أن تبزغ خيوط الفجر وتتضح معالم النور في الأفق
لا تعد قبل أن تستيقظ طيور الظلام المفترسة من غفوتها
وجسدي الآن لم يستعد لغرس أنيابها
أود أن أرتب رحيلي مساء هذه الليله
لكني أعدك وأعدها أن أكون قوية عند مجيئك ومجيئها
حتماً سأكون قوية ولن أُهزم حتى أفقد كل ما أملك من قوة
.
.
سـ أرتب لرحيلي رغماً عنك ( فقط خربشات لكتابة وصية الموت )
كُتبت الوصية قبل أوانها ومازال جاري إنتظار مساء تلك الليلة التي
سيكون فيها اللقاء للوقوف أمام الموت وطيوره المفترسة
مازال انتظار تلك الليلة التي لم يشرق عليها شمس
والتي ستنهي حياتها بغرس أنياب طيور الموت لأمتصاص دمها لآخر
قطرة من دمائها .. مع تحياتي : اســـ الاحلام ـــــير
| |
|